الملايين في العالم شاهدوا كسوف الشمس الحلقي

الملايين في العالم العربي شاهدوا كسوف الشمس الحلقي

في القاهرة شاهدوا هلال رمضان عند الظهيرة في ظاهرة تحدث كل 560 عاما

القاهرة: نجوى عبد العزيز لندن ـ مدريد ـ دمشق: «الشرق الأوسط»
شهد الملايين من الناس في اوروبا وافريقيا وآسيا والشرق الاوسط، امس كسوفا شمسيا حلقيا، بعد أن غطى القمر الجزء المركزي من وجه الشمس، فيما ظلت حافاتها باهرة في أشعتها وتظهر على شكل حلقة مضيئة.
وبدأ مسار ظل القمر على الأرض بفعل كسوف الشمس، من شمال المحيط الأطلسي مرورا بشبه جزيرة إيبيريا ومدريد، ثم غرب البحر الأبيض المتوسط، ثم القارة الافريقية، وبعدها الجزائر، ثم جنوب تونس ووسط ليبيا وشمال تشاد ثم وسط السودان، حيث كان ظل القمر الأكبر ظاهرا عند الساعة العاشرة والنصف صباحا بتوقيت غرينتش، واستمر نحو أربع دقائق ونصف الدقيقة، وشوهد في دول العالم العربي. وبعدها تحرك المسار إلى جنوب السودان والحدود مع إثيوبيا قبل أن يدخل كينيا والصومال ثم المحيط الهندي. وفي القاهرة تمكن المصريون هذا العام من رؤية هلال رمضان خلال ظهيرة يوم ليلة الرؤية، في ظاهرة تتكرر مرة كل 560 عاما. وقالت مصادر فلكية، ان هذه الظاهرة تحدث لاقتران الشمس بالقمر بعد مئات من السنين. وقال الدكتور مسلم شلتوت، الأستاذ بقسم بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيائية، ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء لـ«الشرق الأوسط»: ان رؤية الهلال ظهرا ترتبط بحالة الكسوف التي حدثت امس في القاهرة.
واضاف شلتوت، ان رؤية الهلال ظهرا، في اللحظة التي يتم فيها اقتران القمر مع الشمس في ما يسمى بالتزاوج، لا تعتبر شرعية، حيث أن الرؤية الشرعية تبدأ بعد غروب الشمس وفي اتجاه الغرب. وجرى العرف على محاولة رؤية مولد الهلال لشهر رمضان فور أداء صلاة المغرب، ثم يتم الإعلان عقب ذلك في احتفالية يقيمها الأزهر بالاشتراك مع دار الإفتاء، في حال تمكن العلماء من رؤية الهلال، وفي هذه الحالة يكون الإعلان عن أول أيام صيام رمضان، وإذا لم يتمكن العلماء من رؤية مولد الهلال يعلن أيضا عن إتمام شهر شعبان لعدم تمكنهم من رؤية الهلال.
من جهة اخرى، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن احمد عبد الهادي، رئيس المجموعة العربية الافريقية في الاتحاد الدولي لعلوم الجيوفيزياء، ان ظاهرة تزامن ظهور هلال رمضان مع كسوف الشمس الحلقي، الذي شهده العالم امس الاثنين، تتكرر مرة كل 560 عاما. وقال عبد الهادي ان «ظاهرة الكسوف الحلقي تقع مرتين في العام، ولكنها تتقاطع مع ظهور هلال شهر رمضان مرة واحدة كل 560 عاما».
ويبدو ان الكسوف اكتمل في الساعة الثانية عشرة و11 دقيقة ظهرا بتوقيت القاهرة، بينما ولد هلال شهر رمضان المبارك في حوالي الساعة الثانية عشرة و28 دقيقة ظهرا. وهذا الكسوف هو الكسوف الحلقي الرابع في القرن الحادي والعشرين الذي شهد ظواهر مماثلة في 2001 و2002 و2003. واوضح عبد الهادي انه الى جانب هذا الكسوف، هناك نوعان، اولهما الكسوف التام حيث يظلم قرص الشمس تماما ويقع مرة كل عشر سنوات، وكانت اخر مرة ظهر فيها في تركيا ورومانيا وستتكرر الظاهرة ثانية في 29 مارس (آذار) من العام المقبل، وسيظهر في مصر وفي ليبيا وتركيا وكازاخستان وبعض جمهوريات روسيا الاتحادية. اما النوع الثاني من الكسوف فهو الجزئي، وهو عبارة عن تغطية القمر جزءا من قرص الشمس قد تصل نسبته الى 98 في المائة، ويتكرر اكثر من مرة في العام.
وفي دمشق أدت ظاهرة الكسوف إلى تعطيل حركة المرور في مناطق من سورية، وفقا لوكالة الصحافة الالمانية، والى شلل الحياة العامة. وأسدل السوريون الستائر حجبا لأية أشعة أو لإمكانية النظر للشمس من قبل أي من أفراد الأسرة، خاصة في ضوء التحذيرات وحملات التوعية التي دأبت الصحف السورية على نشرها، على مدى الأيام الماضية. كما تعطلت المدارس أمس أيضا.
وفي اسبانيا شاهد الملايين ظاهرة كسوف الشمس في أفق يمتد 180 كيلومترا بين بونتبيدرا في الشمال الغربي واليكانته في الجنوب الشرقي. واحتشد مراقبو الظاهرة من جميع أنحاء إسبانيا في أماكن عامة وعلى سطوح المنازل، لمتابعة الظاهرة عبر سماء صافية. وحذرت السلطات مراقبي الظاهرة بحماية أعينهم باستخدام نظارات معينة متوفرة لدى محلات بيع النظارات والصيدليات.